مشاهدات
تقرير حول المشاركة في أيام دراسية حول تدبير النفايات المنزلية في ألمانيا
20 June 2017 - 11:11

 

شاركت جماعة تيزنيت في أيام دراسية حول تدبير النفايات المنزلية في الفترة ما بين 25/10/2015 و 31/10/2015 بمدينة كيل الألمانية تحت إشراف الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ وبشراكة مع المؤسسة العليا للإدارة العمومية ب"كيل" المختصة في تكوين اطر و موظفي الجماعات وكذا المنتخبين حيث أن 80% من عمداء المدن بجهة Bade- Wurttemberg الجنوبية هم من خريجي هذه المؤسسة، وعرفت هذه الأيام الدراسية مشاركة الوفد المغربي المكون من أعضاء الشبكة المغربية لتدبير النفايات الحضرية REMAGDU، علما أن جماعة تيزنيت هي عضو في لجنة تسيير هذه الشبكة (7 أعضاء في لجنة التسيير من أصل 22 عضو يمثلون مختلف مدن المغرب)، إضافة إلى وفد تونسي مكون من 9 أعضاء أطر و متدخلون في المجال البيئي بتونس.

وكانت هذه الأيام مناسبة لإعطاء الانطلاقة للنسخة 16 لبرنامج الشبكة الألمانية الناجحة "Kehler Abfalltag" المهتمة بالشأن البيئي، حيث يتم استدعاء مختلف العاملين والمتدخلين، من القطاعين العام والخاص، في المجال البيئي لمناقشة أهم التطورات وكذا طرح أهم المشاكل المتعلقة بالتدبير، ثم التفكير بعد ذلك في الحلول الممكنة وكذا الاستفادة من التجارب الناجحة، كما تساهم هذه الشبكة في تطوير كل ما يتعلق من قريب أو بعيد بالمجال البيئي سواء تعزيز الترسانة القانونية أو البحث عن المستثمرين أو تقديم المساعدات التقنية وذلك لأجل الوصول إلى تدبير متطور وعقلاني خصوصا في مجال النفايات الصلبة.

وشملت الأيام الدراسية زيارة مختلف مراكز ووحدات التخلص وتثمين النفايات منها وحدة لحرق النفايات بمعدل 700 طن من النفايات في اليوم وباستثمار يقارب 200 مليون يورو مما يسمح من تقليص حجم النفايات إلى 30% و إنتاج 50.000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية في السنة إضافة إلى مزايا أخرى طاقية و بيئية، كما تمت زيارة وحدات لإنتاج Compost انطلاقا من النفايات البيولوجية و الخضراء فقط و كذا وحدة Bio-méthanisation لتثمين النفايات المنزلية أحدثت سنة 2006 باستثمار ناهز 60 مليون يورو و تسيرها مجموعة جماعات لتعالج بذلك نفايات 570.000 نسمة أي بمعدل 100.000 طن من النفايات في السنة، حيث أن هذه الوحدة تعتمد على 5 مراحل في معالجة النفايات :

( pré-tri, préparation mécanique, transformation biologique (production biogas), séchage biologique(60 à 70°C), séparation mécanique(criblage))

إضافة إلى نظام لمعالجة الانبعاثات الغازية وعصارة النفايات، وتعتبر هذه الوحدة قابلة للانجاز في المغرب خصوصا وان نوع النفايات التي تتم معالجتها قريبة جدا من نوع النفايات المحلية.

وشملت الزيارة كذلك مطرح لطمر النفايات بفرايبورغ، المدينة الايكولوجية، يتم تأهيله منذ سنة 2005، أي منذ خروج القانون الذي يمنع بشكل كلي طمر أي نوع من النفايات تحت الأرض، هذا المطرح الذي يحتوي على تراكم ما مجموعه 6 مليون طن من النفايات مطمورة تحت الأرض على مساحة 20 هكتار وبعلو يناهز 52 متر، يتم تأهيله وفق أحدث وأنجع المعايير البيئية حيث تم حفر 50 بئر لاستخراج غاز الميثان لإنتاج الطاقة وتم تثبيت اللوحات الشمسية على مساحة 17000 متر مربع لاستغلال الطاقة الشمسية و ستكلف التغطية النهائية ما مجموعه 21 مليون يورو منها 4.5 مليون يورو مخصصة للتغطية بالإسفلت (بسمك 8 سنتمتر من أصل 2 متر)، وسيستمر تأهيل المطرح إلى غاية غلقه سنة 2020 ليتم بعدها استخراج الغاز انطلاقا من المياه المسربة لمدة 30 سنة أخرى، الأمر الذي يؤكد مدى جدية ألمانيا في تأهيل المطارح.

من جهة أخرى قامت ألمانيا بتطوير منظومة فرز النفايات ابتداء من المنازل، والتي تختلف من جهة إلى أخرى (النظام الضريبي كذلك)، حيث يتم توزيع الحاويات البلاستيكية على مختلف المنازل وكذا الأكياس البلاستيكية الخاصة بالنفايات والتي تتحلل بسرعة اكبر من الأكياس العادية مع العلم أن هاته الأخيرة لم تعد تستعمل في الأسواق والمتاجر والمحلات، مثلا في مدينة كيل تخصص الحاويات ذات اللون الأخضر للنفايات الورقية، والحاويات ذات اللون البني للنفايات البيولوجية، والأكياس الصفراء للقارورات (سواء بلاستيكية أو زجاجية أو مصنوعة من مادة الألومنيوم أو غيرها)، ليتم جمعها ونقلها إلى وحدات مختصة (SITA Sud مثلا) لإعادة تدوير هاته النفايات أو إعادة استعمالها، وبالموازاة تم اعتماد منظومة لتحسيس الساكنة حول أهمية الفرز باستعمال جميع الوسائل الممكنة، الإعلام السمعي والبصري والالكتروني إضافة إلى التواصل المباشر في بعض الحالات وكذا التكوين والتربية البيئية على مستوى المدارس الألمانية.

تجدر الإشارة إلى انه تم خلال هاته الأيام الدراسية، عرض تجربة تيزنيت في مجال فرز النفايات من خلال مشروع تنزيل مبدأ 3R على مستوى المدارس (مدرسة الوفاء و مدرسة الحسن الأول) والتي لقيت استحسان وإشادة المشاركين والمسؤولين الألمان، وقد عبر البروفسور Kay-Uwe Martens، الذي يدرس بالمؤسسة العليا للإدارة العمومية ب"كيل" والمشرف على برنامج الشبكة الألمانية "Kehler Abfalltag"، عن رغبته في فتح وتطوير العلاقات بين الجماعات المغربية والألمانية في مجال تدبير النفايات الصلبة، وأكد أنه سيتم التفكير جديا في الشهور القليلة القادمة في السبل الممكنة لتحقيق هذا الهدف، كما أكد ممثل GIZ بالمغرب أن مشروعا للتعاون اللامركزي سينطلق ابتداء من شهر فبراير 2016 سيسعى إلى تطوير التعاون ما بين المدن المغاربية والمدن الألمانية.

إعداد : احمد ربيع مختطيف – مهندس مكلف بالمركز التقني الجماعي